لماذا لا يمكن دفن كابلات الجهد العالي تحت الأرض؟
تعد كابلات الجهد العالي جزءًا أساسيًا من بنيتنا التحتية الكهربائية الحديثة، حيث تنقل كميات كبيرة من الكهرباء لمسافات طويلة. في حين يتم دفن العديد من الكابلات تحت الأرض لأسباب تتعلق بالسلامة والجمال، إلا أن كابلات الجهد العالي لا يتم دفنها تحت الأرض بشكل عام بسبب التحديات الفنية والعملية المختلفة.
أحد الأسباب الرئيسية لعدم دفن كابلات الجهد العالي تحت الأرض هو مشاكل تبديد الحرارة. عندما يتدفق تيار عالي الجهد عبر الكابل، تتولد الحرارة. يجب تبديد هذه الحرارة لمنع ارتفاع درجة حرارة الكابل واحتمال التسبب في نشوب حريق أو إتلاف العزل. عندما يتم دفن الكابلات تحت الأرض، تعمل التربة المحيطة بها كعازل، مما يجعل من الصعب تبديد الحرارة بشكل فعال. يمكن أن يتسبب ذلك في ارتفاع درجة حرارة تشغيل الكابل بشكل كبير، مما يقلل من كفاءته وعمر الخدمة.
هناك عامل آخر يجب مراعاته وهو صيانة وإصلاح كابلات الجهد العالي. عندما يتم دفن الكابلات تحت الأرض، قد يكون من الصعب والمكلف إجراء الصيانة الروتينية أو استكشاف الأخطاء وإصلاحها عند حدوث خطأ. على عكس الكابلات ذات الجهد المنخفض، تتطلب كابلات الجهد العالي معدات وخبرة متخصصة لإصلاحها، وتصبح عملية الإصلاح أكثر تعقيدًا عندما يتم دفن الكابلات تحت الأرض. وقد يؤدي ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وزيادة التكاليف على المرافق والمستهلكين.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة الكابلات ذات الجهد العالي المدفونة أعلى بكثير من تكلفة التركيبات العلوية. يمكن أن تساهم أعمال الحفر والعزل المتخصص وتدابير السلامة الإضافية في زيادة تكاليف التركيب تحت الأرض. غالبًا ما يجعل عامل التكلفة هذا التثبيت العلوي خيارًا أكثر عملية وفعالية من حيث التكلفة للكابلات ذات الجهد العالي.
في حين أن دفن كابلات الجهد العالي تحت الأرض قد يوفر بعض الفوائد، مثل تقليل التأثير البصري وزيادة الحماية ضد الأضرار المرتبطة بالطقس، فإن التحديات التقنية والعملية المتعلقة بتبديد الحرارة والصيانة والتكلفة تجعل التركيبات العلوية الخيار المفضل لخطوط نقل الجهد العالي . مع استمرار تقدم التكنولوجيا، قد تظهر حلول جديدة لمواجهة هذه التحديات، ولكن في الوقت الحالي، يظل التثبيت العلوي هو الخيار الأكثر قابلية للتطبيق للكابلات ذات الجهد العالي.